المراقبة الغذائية والتغذوية بتونس

تطورات متناقضة للوضعية الغذائية التونسية

إن الازدهار الاقتصادي و الاجتماعي الذي شهده المجتمع التونسي في العقود الأخيرة قد غير بعمق أنماط الحياة الغذائية و الصحية.
  6 تونسيين من عشرة هم الآن من سكان المدن يعيشون عيشة حضرية.
تنوع التغذية : فقد انخفض استهلاك الحبوب و بالمقابل سجل ارتفاع في استهلاك المواد الحيوانية و الخضر و الغلال بالإضافة إلي نشوء عادات غذائية جديدة مثل تناول الوجبات خارج البيت.
تأخر النمو لدى الأطفال قد انخفض بشكل مذهل، و تراجعت نسبة النقص في اليود بشكل ملموس خاصة في الشمال الغربي للبلاد التونسية أين  كانت تمثل هذه النسبة أقصى مستوياتها بالإضافة إلى انخفاض نسبة فقر الدم غير أن هذا لا يخفي التفاوت الحاصل بين الجهات جغرافيا وسوسيولوجيا و اقتصاديا.
ازدياد الوزن اصبح موجودا بكثرة : في الغالب النظام الغذائي والنشاط البدني غير متلائمين. فإن تونس تعد من أكثر بلدان العالم التي ترتفع فيها السمنة لدى النساء و يسجل فيها ارتفاع سريع للأمراض مثل السكري و أمراض القلب و الشرايين و ارتفاع ضغط الدم وهذه الأمراض تمثل مشاكل حقيقية في مجال الصحة العمومية. و خطورة هذه الأمراض وكلفتها بالنسبة إلى الفرد و المجتمع يفرضان فحصا يقظا لهذا التغيير السريع في نمط العيش.

إمكـــانــيـة الــتـدخــل

لقد أثبتت من العديد من التجارب في العالم أنه بالإمكان إجراء عمل مجدي وذلك بتنسيق التدخلات على عدة أصعدة. وعلى هذا الأساس عملت تونس على إنجاز مخطط وطني عملي للأغذية والتغذوية حصل على إجماع واسع.
ففهم تطور هذه العوامل و متابعتها و توقع حدوثها في مجالات مختلفة تمثل الركائز الضرورية لهذه العملية. ففي سنتي 1996 – 1997 تم إنجاز مسح وطني شامل للوضع الغذائي من أجل التدابير اللازمة لوضع هذه المشاكل تحت المجهر والبحث في أسبابها و ذلك بإجراء مراقبة غذائية وتغذوية حيز التطبيق.

الـمـراقـبـة الـغـذائـيـة و الـتـغذويـة

تجميع المعطيات المختارة حول الوضع التغذوي للمواطنين بشكل متواصل و حول العوامل التي يمكن أن تمثل خطرا حقيقيا.
تحويل هذه المعطيات إلى معلومات ملائمة لفائدة مستعملين معينين في هذا المجال.
النقل بشكل دوري لهذه المعلومات بطريقة ملائمة للاستعمال والتوظيف في آجال معقولة و بتكلفة مناسبة.
هكذا فإن المراقبة لا تحدد بالإنتاج المباشر للمعطيات ولكنها تضع أيضا شبكة من المعلومات المتأتية من منابع مختلفة ولكن بشكل أساسي لاتخاذ قرار مبرر و سريع.

انموذج للربط بين المعلومات والسلوك

وقعت معاينة مشكل النقص في اليود سنة 1975 اساسا في الشمال الغربي للبلاد التونسية.
منذ سنة 1984 أجريت عمل تأيد (وجود اليود في الملح) للملح في كامل المنطقة.
تم سنة 1996 اتخاذ قرار بتعميم هذا الإجاراء في كامل البلاد بغاية الوقاية من المخاطر المحتملة.
وقعت مراقبة نسبة التأّيد في الملح بصفة متواصلة على جميع مستويات السلسلة.
تؤكد نتائج البحث الوطني حول الوضع التغذوي 1997-1996 التراجع المهذل في مشكل النقص في اليود النقص بمنطقة الشمال الغربي.

تفشي فقر الدم لدى الأطفال الصغار
المصدر م.و.ت. 1996-1997

تـركـيـز المـراقـبـة

منذ بدايتها سنة 1998 احتوت هذه العلمية على أربعة مراحل أساسية :
تحليل الموجود : يمكن تحديد مشاكل التغذية وأسباب تطورها على أساس المعطيات المتوفرة.
وقع تعيين ثلاثة مشاكل رئيسية تمثل مجالا لدراسة معمقة خاصة فيما يتعلق بمشكلة تفاوت التأخر في النمو لدى الأطفال الصغار و فقر الدم و السمنة.
تقييم فعاليات المراقبة و تأثيرها : يتمثل في تعيين المقتضيات و تحويلها إلى معلومات للعاملين في هذا المجال و فرز المؤشرات الملائمة.
اختبار المراقبة : يقع في ولايتين بشكل نموذجي.
التقويم يكون حسب الجدوى و التكلفة و التواصل المؤسساتي إن نجاح  المراقبة يتعلق بشكل واسع بمدى التلاؤم و التعاضد بين مختلف المتعاونين و المزودين بصفتهم موظفين للمعلومات المتوفرة.

الشركاء في هذا  البرنامج